كل ما تريد معرفته عن زيت الفتيس.. متى يتم تغييره؟ وهل يؤثر على عزم السيارة؟

يُعد ناقل الحركة – سواء كان يدويًا أو أوتوماتيكيًا – أحد أهم مكونات السيارة التي تتطلب عناية وصيانة منتظمة، ويأتي زيت ناقل الحركة (زيت الفتيس) على رأس عناصر الصيانة التي لا غنى عنها لضمان كفاءة عمل هذا النظام الحيوي.

وفي هذا السياق، أكدت منظمة “ديكرا” الألمانية للفحص الفني أن زيت ناقل الحركة يؤدي وظائف متعددة تتجاوز مجرد التزييت، فهو المسؤول عن تقليل الاحتكاك بين التروس المتشابكة داخل علبة التروس، مما يحد من التآكل، كما يساهم في تبريد الأجزاء الداخلية نتيجة الحرارة الناتجة عن التشغيل، ويعمل على تنظيف الشوائب ونقلها إلى الفلتر لتصفية الزيت.

الزيت يفقد خصائصه مع الزمن

مع مرور الوقت واستخدام السيارة لمسافات طويلة، يفقد زيت ناقل الحركة خصائصه الكيميائية، ويتشبع بالشوائب الدقيقة الناتجة عن الاحتكاك، وهو ما ينعكس سلبًا على أداء الناقل ويؤثر في سلاسة القيادة.

ويبدأ الزيت في التدهور نتيجة التحلل الحراري والاحتكاك، مما يؤدي إلى زيادة لزوجته أو تحوله إلى لون داكن، وفي بعض الحالات قد تظهر رائحة احتراق خفيفة.

علامات تشير إلى ضرورة تغيير زيت الفتيس

من المهم أن يكون السائق على دراية بالإشارات التي تنذر بضرورة تغيير زيت ناقل الحركة، ومنها:

• تغير لون الزيت إلى الداكن أو صدور رائحة غير معتادة منه.
• الشعور بـ”رجرجة” أو صعوبة عند تغيير التعشيقات، خاصة في نواقل الحركة اليدوية.
• ملاحظة ارتعاش خفيف أو أصوات غير مألوفة في نواقل الحركة الأوتوماتيكية أثناء التنقل بين السرعات.
• ظهور بقع زيت أسفل علبة التروس، ما يشير إلى تسريب يستوجب الفحص وإعادة الملء أو حتى الصيانة.

الفحص المنتظم للزيت

تنصح “ديكرا” بإجراء فحص دوري لزيت ناقل الحركة، يشمل التأكد من مستوى الزيت وجودته، والتعرف على أي تغير في القوام أو اللون، وهو ما يمكن ملاحظته يدويًا في بعض السيارات أو من خلال أنظمة التشخيص الذاتي التي تتوفر في الطرازات الحديثة، والتي تنبه السائق في حال انخفاض مستوى الزيت أو تدهور حالته.

متى يجب تغيير زيت الفتيس؟

يختلف توقيت تغيير زيت الفتيس من سيارة لأخرى، ويعتمد على نوع الناقل وظروف التشغيل، إلا أن الخبراء يوصون عمومًا بتغييره بعد السير لمسافة تتراوح بين 50 ألف و100 ألف كيلومتر. وقد تكون الحاجة للتغيير أكثر تكرارًا في السيارات التي تُستخدم في ظروف قاسية، كالسير المتكرر في الزحام، أو تحميل أوزان زائدة.

من الجدير بالذكر أن بعض الشركات المصنعة تُحدد فواصل صيانة دقيقة في كتيب المستخدم، ويُنصح بالالتزام بها لضمان العمر الافتراضي الأطول لناقل الحركة.

لا تستهِن بالخبرة الفنية

نظرًا لحساسية هذا النظام وتعقيده، يُفضل دائمًا أن تتم عملية تغيير زيت ناقل الحركة على يد فنيين متخصصين، حيث أن عملية تغيير الزيت في بعض السيارات تتطلب معدات متقدمة وخبرة في التعامل مع حساسات الضغط والحرارة الخاصة بالناقل.

الختام

إن إهمال تغيير زيت ناقل الحركة قد يؤدي إلى مشكلات جسيمة في أداء الناقل، وقد يتسبب ذلك في تلف مكوناته الداخلية، ما يفرض على المالك تكاليف صيانة باهظة أو حتى استبدال علبة التروس بالكامل.

لذا، تبقى الوقاية خيرًا من العلاج، والفحص المنتظم والالتزام بجدول الصيانة المعتمد هو السبيل الأمثل للحفاظ على ناقل الحركة في حالة مثالية، وضمان تجربة قيادة سلسة وآمنة على المدى الطويل.