كشفت شعبة السيارات بالغرفة التجارية عن تراجع ملحوظ في أسعار السيارات الجديدة والمستعملة في مصر خلال الفترة الأخيرة، بنسبة تراوحت بين 10% و20%، ويعود ذلك بالأساس إلى زيادة المعروض بالسوق وانخفاض سعر الدولار بنحو 2.5 جنيه، إلى جانب توفير العملة الصعبة للمستوردين عبر البنوك، مما ساهم في دخول كميات كبيرة من السيارات بأسعار معتدلة.
في البداية، أكد اللواء عبدالسلام عبدالجواد، عضو شعبة السيارات، أن زيادة المعروض من السيارات، سواء المستوردة أو المنتجة محليًا، لعبت دورًا رئيسيًا في تحريك السوق وخفض أسعار السيارات، مشيرًا إلى أن الوكلاء الكبار بادروا بخفض أسعارهم مع بدء طرح موديلات 2026، الأمر الذي دفع أصحاب موديلات 2025 إلى تسريع وتيرة تصريف المخزون.
اختفاء الأوفر برايس والبيع بالسعر الرسمي
وأوضح عبدالجواد، أن سوق السيارات المستعملة يتأثر بشكل مباشر بحركة السوق الجديدة، صعودًا أو هبوطًا، مشيرًا إلى اختفاء ظاهرة “الأوفر برايس” وعودة البيع بالسعر الرسمي أو مع تقديم خصومات، مؤكدًا أن استقرار الأسعار الحالي جاء نتيجة سياسات حكومية داعمة، وأن تحديد سعر السيارة النهائي يتم من خلال الوكيل وليس الموزع أو التاجر، خاصة وأن الإنتاج المحلي يعتمد على استيراد نحو 70% من مكونات السيارات.
أسباب تراجع أسعار السيارات
من جانبه، أوضح علاء السبع، عضو شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الانخفاض الذي شهده السوق ووصل في بعض الفئات إلى 20% يرجع إلى عاملين رئيسيين: أولهما زيادة المعروض من السيارات، خصوصًا الواردة من الشركات الصينية التي ضخت أعدادًا كبيرة عبر وكلاء جدد، مما خلق حالة من التنافسية المرتفعة.
وأضاف السبع، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “اليوم” على قناة DMC، أن العامل الثاني يتمثل في استقرار سعر صرف الجنيه أمام الدولار، موضحًا أن أي انخفاض في تكلفة الاستيراد ينعكس فورًا على سعر البيع للمستهلك.
وأشار إلى أن تراجع الدولار من مستويات تجاوزت 50 جنيهًا إلى نحو 48.5 جنيهًا أسهم وحده في خفض الأسعار بنسبة تراوحت بين 3% و4%.
وأكد السبع أن أكبر نسب الانخفاض تركزت في فئة السيارات الصينية، نظرًا للتدفق الكبير والمفاجئ للموديلات الجديدة وبكميات ضخمة، ما أدى إلى تخفيضات حادة بهدف المنافسة وجذب العملاء.
وحول مستقبل الأسعار، أوضح السبع أن السوق بات أكثر استقرارًا بعد دخول معظم الوكلاء الجدد، وأن الأسعار أصبحت أكثر واقعية، لافتًا إلى أن هوامش الربح لدى الشركات والموزعين تقلصت بشكل كبير نتيجة المنافسة الشرسة، وهو ما يصب في مصلحة المستهلك النهائي الذي أصبح أمام خيارات متعددة بأسعار أكثر ملاءمة.
انخفاض أسعار السيارات المستعملة 10%
وفي هذا السياق، صرّح محمود حماد، رئيس قطاع المستعمل والهايبرد برابطة تجار السيارات، أن شريحة كبيرة من المستهلكين فضّلت شراء سيارات جديدة تحت حاجز المليون جنيه، بدلاً من السيارات المستعملة، خاصة مع تقارب الأسعار بين الفئتين.
وأضاف حماد، في تصريحاته لموقع “مصر كارز”، أن معارض وتجار السيارات المستعملة لجأوا بالفعل إلى خفض الأسعار بنسبة تصل إلى 10%، إلا أن العديد من ملاك السيارات ما زالوا متمسكين بأسعار سياراتهم، رافضين بيعها أو تخفيض قيمتها، على أمل أن تعاود الأسعار الارتفاع مجددًا في الفترة المقبلة، قائلاً: “الناس ماسكة في عربياتها ومحدش عاوز ينزل الأسعار، وعندهم أمل إنها تزيد من تاني”.
فيما يلي نستعرض أبرز السيارات التي شهدت تخفيضات بقيمة وصلت إلى 350 ألف جنيه: